لا يؤثر الإدمان على حياة المدمن فحسب، بل يمتد تأثيره على أسرته والمقربين له والمجتمع أيضًا، وهنا تكمن أهمية معرفة كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج، فخلال تلك الفترة، يمر المدمن بتقلبات نفسية وجسدية تجعله يحتاج إلى الدعم النفسي والمعنوي من المقربين له، في هذا المقال، سنعرفك كيف تتعامل مع المدمن خلال فترة العلاج، وكيف يمكنك تقديم المساعدة له لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياته.
فترة التعافي من الإدمان فترة صعبة على المدمن وأسرته، فمن جهة يعاني الشخص من أعراض خطيرة ورغبة شديدة في العودة إلى التعاطي، ومن جهة أخرى تشعر الأسرة بمسؤولية حماية ابنها من مخاطر الإدمان ومساعدته على تخطي هذه المرحلة الصعبة من حياته، لذا فهم كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج ضرورية لمساعدته على تجاوز الصعاب وإتمام عملية التعافي بنجاح، وإليك أهم النصائح عند التعامل مع المدمن فترة العلاج:
أبرز المشاعر التي يعاني منها المدمن خلال فترة العلاج هو الوحدة والعزلة، وعدم القدرة على التعبير عن مشاعره براحة، لذا فإن التواصل الفعال بينك وبين الشخص المدمن أهم الخطوات التي تقدم له الدعم النفسي، وتشعره بالاطمئنان للحديث عن أفكاره ومشاعره، وبالتالي تحديد المشاكل التي يعاني منها، والتي دفعته نحو الإدمان.
قد يكون من الصعب تفهم حالة المدمن وما وصل إليه من تعلق شديد بالمخدرات، ولكن يعد تفهم المدمن ومعاناته والتحديات التي يعاني منها بسبب الإدمان من الأهم الأفعال التي تساعد المدمن وتقدم له العون خلال رحلته مع التعافي.
يُعاني المدمن من وصمة عار في المجتمع، ويواجه الكثير من التعليقات السلبية والأحكام المسبقة حتى بعد تعافيه، وكلها أفعال قد تعيق رحلته نحو التعافي وتسبب له الانتكاس، لذا احذر من إصدار الأحكام، واحرص على مدحهم على شجاعتهم واختيارهم للعلاج بدلًا من الاستسلام للمخدرات.
من أهم خطوات كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج إظهار الدعم والتشجيع الكامل للمدمن وإظهار مدى فخرنا بشجاعته وإصراره على التعافي، فقد لا تدرك كيف لكلمات تشجيع بسيطة أن تحفز المتعافي على مواصلة الرحلة وحمايته من الانتكاس.
يعد استبدال العادات السلبية والسيئة بأخرى صحية من أهم خطوات الوقاية من الانتكاس بعد التعافي، لذا احرص على تشجيعه دائمًا على اتباع نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة والنوم جيدًا واتباع نظام غذائي صحي.
يحتاج المتعافين من الإدمان إلى مواصلة المتابعة مع الطبيب النفسي وإجراء تقييمات شاملة ودقيقة من قبل المختصين لمساعدته على فهم حالته، وتعزيز قدرته على مواجهة الضغوطات بعيدًا عن المخدرات يمكنك زيارة مركز وطن لعلاج الإدمان لتعرف المزيد.
يميل المدمنون في كثير من الأحيان إلى الكذب والتلاعب بالألفاظ لأسباب عديدة، منها محاولة إخفاء إدمانهم، أو لشعورهم بالذنب، أو أحيانًا لرغبتهم في السيطرة كمحاولة أخيرة لتعويض ما فقده من سيطرة على نفسه.
ومع اختلاف الأسباب، يبقى تأثير تلك الألفاظ والأساليب على المقربين منهم صعبًا، وبحاجة إلى وعي وإدراك لطريقة التعامل معها، ومعرفة هذه الألفاظ تسهل عليك كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج، ومن أبرز ألفاظ المدمنين التالي:
جمل مثل: (مش أنا السبب)، (أصحابي هم اللي جروني)، (الظروف اللي جبرتني)، كلها جمل وألفاظ يستخدمها المدمن لإبعاد اللوم على نفسه، ورمي مسؤولية أفعاله على غيره لتخفيف عبء الإدمان على نفسه.
قد يستخدم المدمن عبارات لطيفة بشكل زائد في محاولة لإقناع الآخرين بأنه ندم على أفعاله و صادق في مشاعره.
لا يؤمن المدمن بأنه السبب في ما وصل إليه، ويجد دائمًا أي طريقة لإلقاء اللوم على أي شخص سوى نفسه، لذا سيحاول أن يصرّح، بشكل صريح أو خفي، بأنك تتحمل جزءًا من مسؤولية ما وصل إليه من إدمان، وستجده يقول: (أنت اللي وصلتني لكدا)، أو جمل مقاربة لإلقاء اللوم عليك وزيادة مشاعر الذنب عندك في محاولة لكسب التعاطف والتلاعب.
يستخدم المدمن أحيانًا أسلوب التخفيف والتقليل من حجم المشكلة، فتجده يقول: “أنا بشرب حاجة بسيطة“، أو “أنا عارف أسيطر على نفسي كويس“، أو “أنا أقل واحد بيشرب“، وغيرها من الجمل والألفاظ التي تظهر استخفافه بإدمانه وعدم شعوره بأنها مشكلة تستدعي القلق.
يميل المدمن أحيانًا إلى السلوكيات العدوانية لصرف الانتباه عن مشكلة إدمانه، فتجده دائمًا يتعمد الشجار ويرفض أي تدخلات من الأسرة في محاولة لإقناعه بالعلاج.
ومع اختلاف أساليب التلاعب والألفاظ التي يستخدمها المدمن، يصبح من الصعب التعامل معه، وخاصة إذا كانت تصرفاتك تجاهه تنبع من الحب الخالص والاهتمام والرغبة في المساعدة.
وفي حالة شعرت بأنه يتم التلاعب بك، ويتم استغلال عطفك واهتمامك، إليك كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج والطرق الفعالة للتعامل معه:
لعل أصعب جزء في مواجهة ألفاظ المدمنين وأساليب تلاعبهم هو وضع حدود واضحة للتعامل معهم، نظرًا للتقلبات في سلوكياتهم، لكن عليك تحديد السلوكيات التي لا تقبلها وحدد العواقب عند انتهاك هذه الحدود.
يتقن الكثير من المدمنين التحكم في الحوارات، وقد تجد صعوبة في الرد عليهم، وفي هذه الحالة أنصت إليه وحاول فهم جوهر ما يقوله حتى تتمكن من كشف سلوكه التلاعبي بعد الاستماع إليه.
يستخدم المدمن أسلوب الضغط من أجل تحقيق رغباته، كالحصول على الأموال مثلًا، لذا احرص على تعلم قول “لا” على أي سلوك أو فعل أو طلب لا يعجبك أو لا يرضيك، وحاول بأقصى قدر ممكن الحفاظ على هدوئك والابتعاد عن إثارة المشكلات والمواجهة.
قد يلجأ المدمن إلى استخدام أساليب ذكية لإقناعك بأنك تساعدهم، فقد يطلب مثلًا المال لتغطية احتياجات أساسية، بينما هو في الواقع يستخدمها من أجل التعاطي.
لذا، من المهم أن تفرّق بين المساعدة الحقيقية وأسلوب التمكين السلبي الذي يتبعه، ومراجعة أفعاله للتأكد من أنك لا تساعدهم في استمرار التعاطي بدون قصد.
من أسوء أساليب التلاعب أن يقنعك المدمن بقبول أفعال أقل ضررًا من أخرى في محاولة لإيجاد حل وسط مقبول، مثل أن يقعنك بأن التعاطي في البيت أقل صررًا من التعاطي خارج المنزل.
لا تقع في هذا الفخ، وضع حدودًا واضحة ارفض فيها أي سلوكيات ترسخ عنده السلوكيات الإدمانية، وهي من أهم نصائح كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج.
إليك رقم مركز وطن لعلاج الإدمان – تواصل معنا بسرية تامة 0549109996
يمر مدمن المخدرات خلال رحلة العلاج بـ 5 مراحل أساسية تتغير فيها أفكاره ومشاعره نحو التعاطي والتعافي والمراحل كالتالي:
في هذه المرحلة، يكون المدمن غير مستعد نفسيًا لأي برنامج علاج، ويحاول بأقصى قدر ممكن تبرير سلوكياته، ولا يرى أي تأثير سلبي للإدمان على حياته ومستقبله.
ترجع الأسباب التي تدفعه إلى رفض العلاج في هذه المرحلة هو نقص المعرفة حول السلوكيات الإدمانية، أو اليأس والإحباط بسبب محاولات سابقة للتعافي لم تنجح.
تسود في عقل المدمن خلال هذه المرحلة أفكار المقاومة واليأس والإنكار، وعدم القدرة على التحدث عن مشاعره، ويصبح شخصًا دفاعيًا.
في هذه المرحلة، يبدأ المدمن التفكير بشكل جدي لإحداث تغيير في حياته ومستقبله، ويدرك فوائد ترك المخدرات، لكنها مرحلة تتسم بالتناقض، فجزء منه يرغب في ترك الإدمان، وجزء آخر يرى أن الإدمان هو السعادة.
تكمن أهمية هذه المرحلة بالنسبة للأسرة قدرتهم على إقناعه بالتعافي، وأنه سيتمكن من التأقلم في حياته دون تعاطي المخدرات، وهذا يعني أن الدعم والتشجيع والحوار وغرس بذرة الأمل من أفضل أساليب التعامل مع المدمن خلال هذه المرحلة.
في هذه المرحلة، يفكر المدمن في الحاجة الملحة إلى التعافي، ويبدأ باتخاذ خطوات جدية نحو تحقيق هذا الهدف، مثل استشارة طبيب متخصص وطلب المساعدة من الأسرة، والبحث عن مستشفى لعلاج الإدمان، وغيرها.
وعلى الرغم من أن التفكير الذي يسيطر على المدمن في هذه المرحلة هو الرغبة في التغيير، لكنه سيظل يعاني من القلق والشك في قدراته والخوف من التغيير، ومن هنا تكمن أهمية معرفة كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج لتقديم الدعم والتشجيع لمواصلة الرحلة.
في هذه المرحلة، يبدأ المدمن أخذ خطوات جدية نحو التعافي، فيذهب إلى مستشفى لعلاج الإدمان، ويحضر جلسات علاج نفسي.
وتسيطر على المدمن في هذه المرحلة أفكارًا بين الاضطراب العاطفي والسيطرة، ويواجه رغبة شديدة في التعاطي أو تقلبات مزاجية، أو مشاعر الوحدة، ولكن مع العلاج النفسي والدعم الأسري يمكنه مواصلة الطريق للنهاية.
بعد علاج الإدمان، تبدأ مرحلة ما بعد التعافي، وفيها يبذل المتعافي جهوده لمنع الانتكاس من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي، يبدأ بالبعد عن البيئة الإدمانية، وممارسة الرياضة والنوم جيدًا، ومواصلة العلاج النفسي وحضور مجموعات الدعم.
ومن الأفكار الرئيسية في هذه المرحلة مشاعر الرضا والرغبة في استمرار التعافي، ولكن قد تزيد مشاعر الرضا هذه خطر الانتكاس، خاصة عندما يتوقف المدمن من حضور برامج الدعم، وهناك تكمن أهمية العلاج المستمر والتواصل المجتمعي لدعم تعافي مستدام وطويل الأمد.
إن فهم مراحل التعافي مهمة جدًا لمعرفة كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج وفقًا لكل مرحلة، وبالتالي تحقيق نتائج أفضل.
لا يعد الإدمان مجرد اعتياد جسدي ورغبة ملّحة في التعاطي فحسب، بل هي معاناة يومية نفسية وجسدية وصراعات داخلية عميقة ما بين رغبته في التوقف وعجزه عن كسر النمط الإدماني لديه، ويعد فهم ما يمر به المدمن نفسيًا وجسديًا مهمًا لمعرفة كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج.